. دثار أبي
( كلمات لم أستطع أن أبوح بها لوالدي هيبة منه )
في منتصف غرفة الجلوس في بيتنا كانت هناك مدفأة تعمل بالكاز ، والأرض مفروشة بسجاد وفوق السجاد تم وضع قطع من فرو الأغنام والتي تسمى بالجاعد.
كان والدي حفظه الله في أغلب أمسيات تلك الأيام الباردة يرتدي فروة طفيلية وهي عبارة عن دثار مبطن بفرو صغار الأغنام.
أسعد لحظات حياتي في تلك الساعات عندما يضمني والدي تحت جناحه ويدخلني تحت دثاره. عندها أشعر بدفء في جسدي الصغير ودفء من نوع آخر هو دفء حنانه ومشاعره.
كان يطلق علي أسماء مختلفة مرة يدعوني بمعن ومرة مجاهد وغيرها من الأسماء المختلفة التي تشعرني بالأمان والتميز والسعادة الغامرة.
وكلما مرت الأيام والسنون أكتشف أكثر أن دثار أبي يضم تحته الكثير والكثير من الأسر والأرحام والارامل والايتام والفقراء والمحتاجين، يساعد هذا ويضمد جراح هذا، ويمد يد العون لآخرين ، يساعد أحدهم في مشروعه الصغير ، ويقرض آخر ليشتري أرضا أو يبني بيتا ، بل وقف بنفسه على بناء عدد من البيوت بعد أن اشار على اصحابها بشراء الأرض وبناءها خوفا على أبنائهم من غائلة الزمان. ويقدم لهم النصح والمشورة، يشفع لفلان ويصلح بين متخاصمين.وبيته مفتوح للقريب والبعيد. يأتون إليه لحل مشكلة أو طلب استشارة أو شفاعة.
تجده أول المبادرين إلى المشاركة في بناء مسجد أو توفير احتياجاته أو دعم حلقة قرآن أو مشروع خيري.
لديه مشاريعه الخيرية الشخصية والتي يدعوا أبناءه للمشاركة فيها ، مثل كسوة الشتاء وشراء البطانيات وأجهزة التدفئة والبطاقات المدفوعة الرمضانية وسلة الغذاء وكان يوزعها بنفسه إلى وقت قريب.
يسعى للم شمل أقاربه ويفرح بتجمعهم ويشاركهم في أفراحهم واتراحهم. ينتهز الفرصة والمناسبات لدعوة الناس لبيته. في كل عام يكرم حفاظ القرآن والمتفوقين والمتميزين من أقاربه وأرحامهم وأصدقائه، في حفل المعايدة السنوي الذي يتكفل به على نفقته الخاصة.
بالرغم ان أصحاب العطاءات والمواقف النبيلة قد لا يجازون احيانا بالوفاء من بعض من أحسنوا إليهم
بل قد يلحقهم الأذى جزاء إحسانهم وبذلهم للمعروف
وقد يدفع هذا الجحود بأن يتراجع المحسن عن إحسانه وعطائه إلا أن صاحب الرسالة السامية لا ينتظر الجزاء ولا الشكر إلا من رب السماء
فكذلك لحق والدي ما يلحق صاحب الإحسان من الأذى لكنه لم يتوقف عن عطاءه ولم يتذمر رغم ما يصله من أذى وكلام جارح من بعض من أحسن إليهم ، بل يعفو ويصفح ، بل يجدون منه صدرا مفتوحا قبل بابه المفتوح رغم ما وجده منهم من جحود لفضله لا يمن عليهم ولا يؤذيهم يحتسب الأجر والمثوبة كذلك نحسبه والله حسيبه.
يستمتع بالعطاء والبذل في أوجه الخير سباق إلى كل معروف. نسمع ثناء الناس عليه ودعواتهم له بالخير وطول العمر كلما عرفوا أننا أبناءه. ونجد منهم الاستقبال الحسن وتسهيل الأمور والابتسامة والتراحب تقديرا لوالدنا وشكرا وعرفان له ويذكرون لنا من أفعاله ومواقفه ما لا نعلمه عنه.
أذكر عندما كنا صغارا في بلدة الكرك لما نذهب للشراء من البقالة المجاورة لبيتنا فنجد احيانا بعض الجنود الذين يشترون حاجياتهم فيسألوننا هل أنتم أبناء المقدم عبدالرزاق العلاوي عرفونا بالشبه فنجيب بنعم فنتفاجأ أنهم يقدموا لنا الحلوى والشكولاته هدية ويلحون بقبول هداياهم رغم رفضنا الشديد لها لأن نعلم أن والدي لا يرضى بذلك. يفعلون ذلك دون أن يذكروا لنا أسماءهم أو نعرف من هم . كل ذلك حبا فيه وامتنانا لفضله.
كثيرا ما يدعى إلى حفلات التكريم من قبل حلقات تحفيظ القرآن أو الجهات التي يتبرع لها لكنه يرفض الحضور وبشدة ، وقد حدث في مرتين أن كان هناك إلحاح شديد من المشرفين على الجهات فقبل ولكن ارسلني بدلا عنه.
أقول ذلك وأنا قد تجاوزت الخمسين من عمري ، ولا زلت أشعر بدفء دثاره يحتويني ويحتوي أبنائي وكل من ذكرت ومن لم أعرف بعد لكن الله يعلمهم.
أسأل الله أن يطيل في عمره على طاعته ويبارك فيه ، ويرفع قدره ومكانته في الدنيا والآخرة.
أبدعت يا أبا البراء في طرحك .. أطال الله في عمر الوالد وأمده بالصحة والعافية ورزقكم بره
ردحذففعلا عطاء الأب وضرورة ايصال مشاعره لأبنائه شعور عظيم ومطلب في هذا الزمن
فهنيئا لكم بمثل هذا الرجل القدوة .. وهنيئا له بمثلكم أبناء صالحين بارين بإذن الله
جزاك الله خيرا
حذفهذه المشاعر تجاه والدي تدور في نفسي منذ زمن طويل ولم استطع ان اعبر له عنها
لمكانته وهيبته في نفسي
فآثرت أن أكتبها وانشرها ولعل أحد أحد إخوتي يقرأها عليه.
تبارك الله
ردحذفإبداع يا أبو البراء وأسأل الله أن يطيل في عمره على الطاعة، وأن يرزقك بره.
جزاك الله خيرا يا أبا سهيل
حذفوأطال الله في عمر والديك على طاعته وحفظهما وبارك فيهما ورزقكم برهما.
ما شاء الله تبارك الله
ردحذفكفيت ووفيت يا ابا البراء
بمشاعرك الصادقة لوالدكم اطال الله بعمره
وجعلكم له سندا داعما له ورزقكم بره
ابوايلان
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا
حذفورزقك بر ووالديك 🌹
حفظ الله والدكم وأطال في عمره على طاعته ،، وأنتم نتاج تربيته يا أبو البراء ،،
ردحذفمع تحيات أخوك أبو مشاري
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا اخي ابا مشاري
حذفورزقك بر ووالديك 🌹
ماشاء الله تبارك ابداااااع اطال الله في عمره على الطاعه
ردحذفاللهم آمين وجزاكم الله خيرا
حذفماشاء الله تبارك الله
ردحذفالله يمتعه بالصحه والعافية ويطول في عمره على الطاعه ويرزقكم بره
وجزاه الله خير على مبادراته في فعل الخير والإحسان إلى الناس وجعل ذلك في ميزان حسناته
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا
حذفورزقنا الله وإياكم بر والدينا
ماشاء الله تبارك الله معروف عن والداكم اطال الله بعمره من سمات الخير الشي الكثير. لقد أبدعت ابا البراء وماكتبته عن والدك ماهو الاشي يسير عن أعمال الخير لهذا الرجل الشهم الكريم المعطاءه صاحب السيره الحسنه بارك الله فيه وكثر الله من أمثاله..
ردحذفاللهم آمين وجزاكم الله خيرا 🌹
حذفنعم.. كل ما ذكرته عن والدكم صحيح
ردحذفوهو جزء يسير من نفحات الخير ونسائم
المعروف التي عرف بها.. عرفناه في جامع
بن تيمية سباق لكل خير في صمت وتواضع
وتبسم لا يعتذر عن دعم او بذل هنيئا لكم
بهذا الذكر الطيب بين الناس اسأل الله ان
يزيده في العمر على طاعته وان يبارك في
ذريته وان يمنحه القبول في السماء
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا 🌹
حذفماشاء الله تبارك الله أبدعت ابا البراءفي وصف والد الجميع فهو نعم الاب والمربي وقدوتنا الحسنه حتى في صمته نتعلم فكيف إذا تحدث فنعم ذاك الرجل الوقور أطال الله في عمره على طاعة الله واحسن خاتمتنا جميع بالصالحات
ردحذفاللهم آمين وجزاكم الله خيرا 🌹
حذفمع حبي واحترامي لشخصكم الكريم أخي أبو البراء
ردحذفالوالد الغالي
يعجز اللسان وتتأثر الحروف على الورق إذا حاولت أن أفي هذه القامة النادرة شئ من الجميل وكلنا مدين له ...فلا تستطيع
لأن أفعاله صدقا لا تبارى ولا تصطنع لأنها خارجة من نفس طيبة راضية بما قسم الله لها
فجزاه الله خير الجزاء وأطال في عمره على طاعته .
محبكم ابومجاهد
اللهم آمين وجزاكم الله خيرا
حذفوانت اخ عزيز يا أبا مجاهد 🌹
مقال مؤثر فيه دفء الذكريات وجمال التركيز على تفاصيل راقية لا يلحظها إلا ذو حظ وافر من الرقي والإحساس المرهف،، ما إن قرأت المقال حتى انهمرت الدموع وانهالت التفاصيل الجميلة التي غمرنا بها والدي حفظه الله سواء يقصد أو لا يدري ،، كانت بعض الطالبات تذكر لنا أن والدها بمجرد أن لمح اسم والدي على دفتري الذي استعارته أو سمع اسمه إلا وذكر لها من جمال سيرته ،، كانوا يقولون لنا أشياء عن والدي لم يفاخر بها يوما عندنا ولم يذكرها لنا
ردحذف، دثار أبي مختلف جدا ففيه الحب الفاخر الذي يهمي بالعطف الراقي الذي يجعلك تحلق عاليًا نحو الأخلاق والأداب ، ذات مرة وصله مدح منا فقال لا هذا ليس بأنا ، إنه ينسى ويتناسى المدح والثناء ، يكره الكبر والزهو والمِنة والتكاثر ،، يجالس العمال والمساكين ويكره أن يرى نبرة استعلاء أو زهو
، إن الحديث عمن تحب صعب فكيف إن كان من تحبه بهذا الأدب الجم والخلق العالي والنفس الكريمة
كان أبي ذكيًا جدا " يفهمها وهي طايرة " ومع ذلك يتغاضى عن الكثير من زلل الناس وتجاوزاتهم معه ماليًا واجتماعيًا ، لكن إن استأمنه أحد على شيء. بالغ في حفظه حتى من أعز الناس عليه
وكان يشفع للأيتام والمساكين فإن كان أحد أبنائه يحتاج الشفاعة له منعها إياه وكره أن يستغل اسمه أو مكانته ليتتفع منها أهله
، أذكر أنه ذات مرة حزن أبي ووصل به الألم مبلغه لأن اثنين من المسافرين من المقربين لم يمروا ويستريحوا عنده في بيته ولم يسمحوا له أن يقوم على إكرامهم وذهبوا إلى قريب لأحدهما عن غير قصد ، فكان ذلك أشبه بالمصيبة عنده وظل مدة صامتًا مهموما كأنما نزلت. به نازلة
لم يكن ذلك تكلفًا بل طبعًا وجودًا يجد فيه لذة تفوق الكثير من اللذات
إن أبي تمثل لنا قدوة في العطاء والكرم حتى ظننا أنها أوجب الواجبات في الأخلاق وأن الإيثار هي الصفة التي يستحق المرء بها أن يكون مؤهلا للعيش في هذه الحياة وأن الإنسان بلا كرم أوإحساس بالناس يفقد أهم مقومات احترامه لنفسه ، فكما كان الرجال يحضرون الطعام والشراب وأدوات التعلم فقد كان أبي يحضر مع هذا تعزيز الشعور بالآخرين بسجية وعفوية كأنما تجري في عروق دمه وتنبعث مع خفقات قلبه
حفظ الله لنا الوالد وبارك في عمله وعمره ومتعنا وإياكم ببره ورضاه وزاده من فضله وتقبل منه وجزاه الجزاء الأوفى
أم مصعب
حذفإضافة جميلة وراقية، دائما مبدعة يا أم مصعب ، فعلا هناك الكثير من سيرة الوالد الله يحفظه والمواقف المؤثرة التي شاهدناها أو التي ذكرها لنا الناس، والتي لا يتسع المقال لسرد معظمها ، فالمقال هو ومضة من سيرة الوالد المشرقة والمشرفة، أسأل الله أن يحفظه ويطيل عمره على طاعته ويمتعه بالصحة والعافية ويبارك في عمره وعمله ويجعل ما يقدمه في موازين حسناته ويرفع شأنه في الدنيا والآخرة.